استفتاء

ماهو تقييمك للموقع؟

ممتاز

جيد جدا

جيد

مقبول

 

Visitor Hit Counter

 

د: محمد دودح مما قال الدكتور

إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة علمية أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها في زمن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يكون مصدر هذه الإشارات أو الحقائق العلمية إلا الخالق سبحانه وتعالى، وفي إثبات ذلك دليل على أن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى وتصديق ما جاء به الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الحق من عند الله سبحانه وتعالى وهو أسلوب أو طريقة أو منهج في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بلغة وأسلوب عصري حديث يواكب التطور العلمي والتقني الذي يشهده العالم في القرن الحادي والعشرين.



إن الدلالة في القرآن لا تأتي شاردة؛ وإنما ضمن منظومة يتناول كل منها وجهًا يصدق سواه بلا تعارض رغم تباين المواضع وتطاول فترة التنزيل؛ شهادةً على وحدة المصدر بخلاف كل ما يُنسب للوحي سواه, ولذا الواجب النظر في كل مواضع المنظومة المتعلقة بالموضوع, مع التسليم أنه لا يعلم مُراد الله تعالى ويُحيط بالمدلولات والمقاصد على وجه اليقين أحد إلا الله تعالى ولا نملك سوى الاجتهاد


دلالة اللفظ تحددها قرائن السياق : توجد في اللغة ألفاظ تحتمل جملة دلالات يصطلح عليها باسم الوجوه والنظائر وتنصرف الألفاظ متعددةالأوجه تلك إلي دلالة بعينها في التعبير وفقا لقرائن السياق فقد تنصرف كلمة (الأرض) إلي معاني منها الكوكب ومنها القطر أو البلد وقد تعني تربة حقل الزراعة بالنسبة لبقرة تثير الغبار خلال حرثه في قوله تعالي : ( بقرة لا ذلول تثير الأرض ) البقرة71 , والناس لا يعيشون فوق باطن الأرض الملتهب وإنما علي سطحها الصخري الطافي ليحميهم من أخطار الباطن كمهاد الصبي يمتد ليحميه , كما في قوله تعالي :(ألم نجعل الأرض مهادا. والجبال أوتادا) النبأ6,7


لقد إدخر القرآن الكريم كثيرا من الآيات للأجيال في عبارات معلومة الألفاظ, لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلي إلا حينا بعد حين , يقول تعالي:(إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين ) ص 87,88 وقد فسر الطبري معني الحين بقوله : فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك علي وقت دون وقت ,فلكل نبأفي القرآن زمن يتحقق فيه , فإذا تجلى الحدث ماثلا للعيان أشرقت المعاني , وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق , وهكذا تتجدد معجزة القرآن علي طول الزمان , يقول العلي القدير: وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون . الأنعام 66,67


لكي تفهم ماهو المقصود بالمكتوب يجب أن تفهمه كماكان يجب أن يفهمه من كتب إليهم النص ويحقق غرض القول , فكل نص تاريخي قد كتب في ظروف ومناسبات وملابسات لقوم ذوي معهودات و أساليب خطاب وعادات تميز بيئتهم ولذا يجب إستحضارها جميعا ومعايشتها وجدانيا لفهم النص فضلا عن القصد والإطار العام لكل النصوص .


من مآثر القرآن الكريم أن كل مطعن في بلاغته يثيره اليوم مترصد هو فضلا عن العلم موضع إعجاز بيان أخذ بألباب أساطين البلاغة وفرسان البيان وأحنوا له الهامات وتخفي المكابرون ليسمعوه ولم ينكروه وفضحهم ولم يملكوا إلا التشويش وتحذير الوافدين أن يسمعوه وفي رائعة يسبق الكتاب العزيز ويسجل النبأ افحاما لكل طاعن يتعامي اليوم عن مآثره , قال تعالي : وقال الذين كفروا لا تستمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون . فصلت 26 .



حقوق النشر